هذا الكتاب لا يصنف كنوع من الأدب، فهو ليس رواية ولا قصة أو مقالة؛ بل هو ذاكرة حية تمارس قض مضاجعنا ألماً يكاد يتكرر كل لحظة، فالكاتبة هنا لا تكتب أو ترسم أو تستشهد بالصور إلا لتبقي ملامح "يافا" الذاتية حية ببرتقالها وبحرها.
يحتوي مشاهد شتى تنتقل بالجينات من شخصية لأخرى حاملة صورة المأساة واسترجاعها لها ولحياة الطفولة الجميلة، هو حنين لماضٍ ينبض بدفقات الأمل، هو تنبيه للقارئ عن تاريخ ليس بعيد
ولكنه طويل من الحنين.
يافا المعروفة بأسم أم الغريب لحنوها على الغريب، بات أبناؤها غرباء يعودون لها؛ (أهمية العودة) التي تسجلها الكاتبة "أبو عياش" عن سواها، فأبطال كتابها هم من المناضلين والمناضلات ممن لم يكتفوا بالحلم بل حملوا البندقية وقاتلوا بها؛ كما قاتلوا بالقلم، وبريشة فنان، وكل السبل.