هذه الرواية إجابة ولو مؤقتة على الأسئلة، وقد تكون إجابة على أسئلة كثيرة لدى الكاتبة ومن حولها، لتصل هي وتوصلهم لذاتها، وتمتاز بالبلاغة في المشاعر... عمق في العاطفة... انسياب في مخرجات الفكر...
بلقيس الفارسية بعد أن أجائها المخاض إلى جذع الوعي، وبدأت بإعادة ترتيب صفوفها في كتابها الأول (رتوش) وأتمته،،، تفجر منبع الفكر لديها ليتدفق كينبوع يظهر أولى قطراته على سطح الارض، لتكون حياة جديد، بدأت بلقيس في ذلك اليوم الذي ذكرته في بداية روايتها بعد حسم أمرها بدفق شجاعتها في عروقها، لا تدفق المعلومات ولا التاريخ، لأن أول علم تدرسنا إياه هذه الفارسة هو الشجاعة.
ثم أدركت الكاتبة بلقيس أنها على باب ارتقاء في الوعي، ونور جديد بدأ يتخلل ثنايا قلبها وشغاف عقلها، وعلمت حينها أن الإرتقاء لأصحاب الوعي لا يكون الا بإدارة الماضي وعثراته , ولا يكون صاحب الوعي حقيقي إلا بشجاعة تملأه لمواجهة نفسه والرضا عنها؛ فوقفت مستعدة لصناعة العنصر الأسمى في الوعي، وهو أن تكون قدوة لجميع من هن في طريق الوعي والنور، لترسم لهن أدوات الشجاعة، وطريقها السامي.
نهضت بلقيس من ضجيج الخيال الذي يعكر صفو الوعي، وبدأت انطلاقتها لإدارة الماضي في داخلها، واعادة صياغة مفرداتها، وصناعة ذاتها وشخصيتها من جديد، لتحقق الارتقاء في الوعي والرؤيا في النور؛ فكتبت ما بجعبتها، ليس هو السماح بالرحيل، انما هو الاحتواء والدوام بحب وعلم وهدى.