هو كتاب نثري يقع في أكثر من مائة صفحة، نصوصه عبارة عن خواطر معنونة،إلى أن أنهت النصوص بخاتمة تحت عنوان "أخيرا" جاء فيها:
تثيرني فكرة الولوج إلى حيز جمجمتي كي أخرس ضجيجها ... ثم يا أنا، لست جيدة في قول آسفة، ولكنك الوحيدة التي أدين لها باعتذار موثق وأنا بكامل قواي العقلية وحضوري الذهني، وعليه أوقع.
أبحرت الكاتبة في محيطات الروحانيات والاماديات، لكنها أبقت رواسبها ثابتة بحبال العلم من فيزياء وكيمياء وأحيانا رياضيات، جاهدة أن تقدم المعلومة بقيمة عالية وأسلوب سلس، فتنقلت من نص لآخر كالفراشة بلطف، وكان هدفها الوحيد أن تضيء مصباح وعي للقارئ.
الكاتبة أتت بالمفيد، فالقارئ لا يشعر بالملل ولا الرتابة بل سيجد نفسه في رحلة غنية إلى جنة غناء، فقد تمردت على أسلوبها في مؤلفاتها السابقة أما هنا تجاوزت مرحلة الشرنقة وأصبح بإمكانها الطيران كفراشة جميلة تحط رحالها على كل ما هو بديع ومفيد.
كما رسمت حروف الرحمن مستشهدة بآيات الكتاب العزيز في كثير من المحطات، تميزت ببساطة الحرف ورشاقة الجمل حيث خدمت الكتاب فجعلته وليمة شهية لكل طالب (رشاد).