زهر الصبار

آمال أبو فارس
السعر ; 15 $
عدد الصفحات:
نوع التجليد:
رقم الطبعة:
لون الطباعة:
القياس (سم):
الوزن (كغم):
الباركود:
النبذة

تضيء الشّاعرة في ديوانها هذا، مساراتٍ من التّأمّل العميق في الذّات الإنسانيّة وعلاقاتها، مشحونة بروح الوفاء للأهل والأحبّة ورموز اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة، يرافقها الحنين والبحث عن الملاذ الوجدانيّ، حيث تستعرض بقصائدها أحاسيس تتّسم بالدّفء والرّقّة، دون أن تبتعد عن التّأمّل الهادئ في جوهر الحياة. كما تأتي القصائد كمرآة لروح تأبى الخضوع لعقبات الحياة وتختار العلوّ بمشاعرها ووجدانها. فقصائد الشّاعرة تفيض بدفء الإحساس وصراحة البوح، متخذة من تجارب الحُبّ والألم والحكمة مجالات خصبة لإبداعها، حيث يستشعر القارئ بين السّطور رحلة تطهيرٍ للنّفس وتوقٍ للحريّة والانعتاق.
وتنساب القصائد متدفّقةً في إطار كلاسيكيّ يتّسم بالأصالة المتّصلة بتراث الشّعر العربيّ، حيث تُرتسم كلوحة أصيلة تعكس اهتمامًا بالعَروض والمعجم اللّغويّ وأدوات البلاغة والبديع، فتأتي المفردات قويّة في وقعها ودقيقة في صياغتها، محمَّلة بتراكيب وصور تتناغم فيها الأحاسيس مع ايقاعات الشّعر بتنوّع البحور، ممّا يتيح للقارئ التمتّع بالمزاج الايقاعيّ متغيّر الأمواج المحمول على التّنوّع.
إنّ قدرة الشّاعرة على إجادة البحور الشّعريّة تعكس تمكّنها العميق من أدوات الشّعر الكلاسيكيّ؛ فقد تجلّت براعتها في مزج الموسيقى الدّاخلية للقصائد مع رنين الألفاظ وجرسها، ممّا يمنح نصوصها إيقاعًا متناغمًا؛ يعكس أنفاس القصائد بوضوح وجلاء. بينما تلعب الصّور الشّعريّة دورها في تعزيز التّعبير، لتحمل القارئ إلى عالم تتداخل فيه العواطف والصّور في تمازج بين الأسلوب القديم والأفكار الجديدة.
فأسلوب الشّاعرة الكلاسيكيّ يبرهن على ولائها لجماليّة اللّغة العربيّة وأصولها، دون أن تغفل عن الرّوح المتجدّدة التي تنبض في سطورها. حيث تجمع بين أصالة الشّكل الكلاسيكيّ وعمق المضامين الإنسانيّة الرّاقيّة.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ الشّاعرة أمال أبو فارس، اتّجهت إلى هذا النّمط الشّعريّ من فترة قصير نسبيًّا، فإنّها تبشّر في هذه المجموعة بمشروع شعريّ جادّ وواعد بالكثير، يسعى دومًا إلى تنويع وتطوير أدواته وتطلّعاته.
فالإبداع ليس عمليّة سهلة وبسيطة أو تلقائيّة، بل يتطلّب اجتهادات متواصلة وجهدًا عميقًا للوصول إلى لغة شعريّة خاصّة ومتفرّدة. فالإبداع الشّعريّ على وجه الخصوص، يتضمّن الابتكار والتّنويع وعدم الاكتفاء بما هو مألوف، وهذا قد يتطلّب منها مستقبلاً، كما يتطلّب من أيّ شاعر مهما تطوّرت تجربته، تجاوز تجاربها السّابقة وإعادة صياغاتها الفنيّة على نحو يحقّق لها صوتًا شعريًّا خاصًّا ومتميّزاً، وكما نرى في هذه المجموعة، فإنّ الشّاعرة تسير وتتقدّم بخطىً واثقة ونَفَسٍ طويل، نحو ما يحقّق لها هذا الطّموح. كون المبدع الحقيقيّ هو المتطلّع دومًا إلى تجاوز نفسه، وكسر سقوفه وجدران الصّوت، والانطلاق الدّائم نحو آفاقٍ وأعماق جديدة.

الفهرس