يشمل هذا الديوان على 65 قصيدة يهدف بها الشاعر إلى تحرير الوطن والعودة إليه، وخاصة لقريته (بربرة) أحدى قرى غزة، فكانت وسيلته الفنية من جنس تفكيره، وانعكاس صادق وأمين لمبادئه ومعتقداته الدينية والفكرية والأدبية، و يندر أن نرى شاعرا يعشق تراث أمته، ويدافع عن أدبها وشعرها، ويؤمن بثوابتها، ويلتزم بقضاياها المصيرية، إلا اتخذ من الشعر العربي الأصيل أو الشعر العمودي، وسيلة للتعبير الفني عن هواجسه وخواطره وعواطفه، يعبر من خلاله عن هذه الثوابت الراسخة، والمقدسات التي يفرد لها المساحات الشاسعة في روحه وعقله ووجدانه، مما يتصل بالعقيدة والدين وما يمت لهما بصلة من التراث العريق، فيرتد إلى الأصول المكينة من اللغة، وما يتفرع عنها من فنون وأفنان، أو ما تتضمنه هذه اللغة من جذور عميقة، كالنحو والصرف والعروض والبلاغة والإملاء وغيرها.
أما أن يكون الطحين للصخر، فثمة ما يريده الشاعر من وراء هذا العنوان، فما الذي يريده شاعرنا سوى أن يظهر لنا الصعوبة البالغة التي واجهها في الحياة.
الشاعر استخدم أسلوب رائع، ولفظ جميل فاتن، ولغة سليمة، فيها من القوة الشيء الكثير، وفيها من البلاغة والفصاحة ما لا ينقضي العجب منه، و الإعجاب به، وصور عذبة مبتكرة، وأخيلة بديعة وأوزان موسيقية ليشركنا معه في سعيه الدؤوب لتحقيق هدفه الأسمى ومقصده الأعلى.