هذا العمل لا يقتصر على الجانب النظري، بل يقدم حلولًا قابلة للتطبيق في الميدان، ويستهدف المهنيين العاملين في مجال الصيدلة، اللوجستيات، إدارة المشاريع، والهندسة الطبية، فضلًا عن الباحثين والطلاب المهتمين بهذا التخصص الحديث. كما يُعدّ دليلًا مؤسسيًا لكل من يسعى إلى بناء مشروع صيدلاني متكامل وذكي، مستندًا إلى المعايير الدولية والتوجهات المستقبلية.
يبدأ الكتاب بفصل تمهيدي يشرح المفاهيم الأساسية لسلسلة الإمداد الصيدلانية، ويُسلّط الضوء على الإطار التنظيمي الدولي والتحديات العالمية في هذا القطاع الحساس. ثم ينتقل إلى مناقشة تصميم المستودعات، كأحد أهم مكونات البنية التحتية اللوجستية، وما تتطلبه من معايير صارمة في البيئة والتحكم والمراقبة.
كما يتناول الكتاب الاستراتيجيات الحديثة في التخزين والمناولة الدوائية، مركزًا على أدوات الذكاء الصناعي، والتقنيات المساعدة في تقليل الفاقد، وإدارة المنتجات الحساسة، وضمان سلامة العاملين. ويخصص فصلاً كاملاً لمرحلة النقل والتوزيع الصيدلي، والتي تُعدّ من أكثر مراحل السلسلة عرضة للمخاطر، لاسيما فيما يتعلق بحماية الأدوية من التلف أو السرقة أو الانقطاع.
ثم يتعمق الكتاب أيضًا في دور الصيدليات كنقاط نهائية لوجستية، وما تتطلبه من أنظمة ذكية لإدارة الأرفف والمخزون، وتكاملها مع سائر مراحل الإمداد. ثم ينتقل إلى التحول الرقمي، عبر استعراض تقنيات حديثة مثل المستودعات الذكية، التحليلات التنبؤية، ولوحات البيانات الديناميكية، التي باتت اليوم ضرورة وليست ترفًا.
ويُولي الكتاب اهتمامًا خاصًا للمعايير الدولية والامتثال التنظيمي، مع توضيح كيفية بناء أنظمة توثيق دقيقة وتقييم فعّال لمؤشرات الأداء (KPIs)، كما يُختتم بعرض ثري لتجارب دولية من ألمانيا وسنغافورة وكندا، ودراسات عربية من الأردن، الإمارات، والسعودية، مما يجعل الكتاب مرجعًا عمليًا لكل من يسعى لتطبيق أفضل الممارسات ضمن مشاريع التخزين والتوزيع الدوائي في العالم العربي.