يحمل هذا الكتاب بين دفتيه رؤى لسانيّة في اللغة العربيّة، فيها من الجدة والأصالة ما أترك فيه الحُكم للحَكم، وفيه من التنوع ما يطرد الملل عن القارئ الباحث عن مزيد علم، وفيه من التحليل ما يجمع بين التجديد والتراث، وفيه وحي الرسالة أنّ تراثنا الغوي كنز يفيض بالموضوعات لمن أراد أن يجدّ ويجتهد، ويبحث في بطون الكتب ليجد فيها درراً تزدان بها الدراسات اللغويّة
موضوعاً ومنهجاً وتحليلاً.
وقد انتظم الكتاب في فصول سبعة: الفصل الأول: بعنوان سيادة الرفض للاستعمالات اللغويّة، تناول فيه حكم الوصف بالفحش في الدرس اللغويّ، ليكون مدخلاً لمن أراد أن يتوسع في دراسة ثنائية المفاضلة والمواضعة للاستعمالات اللغويّة، وخصص الفصل الثاني للسانيات الاستبداليّة في التّراث النحويّ؛ ليكون "يقوم مقام" ومظاهره في النّحو العربيّ ميدانا لهذا الفصل، وجعل الفصل الثالث لثنائيات الوهن والجبر في العربيّة، وجاء في مبحثين: المبحث الأول: مصطلح الوهن في العربيّة مفهومه وأثره في تفسير بنية الكلمة، والمبحث الثاني أفردته لمصطلح الجبر في الصّرف العربيّ: مفهومه وتطبيقاته.
وجعل الفصل الرابع لثنائية القرب والبعد وأثرها في التعليل اللغويّ. أمّا الفصل الخامس، فجعله لثنائية القوة والضّعف في التّعليل النّحويّ، وجعل مصنفات ابن جني مدونة له؛ لإبراز دور هذه الثنائية في الفكر اللساني العربيّ، وفي الفصل السادس كان له عودة إلى ثنائية الوهن والجبر، وتناول فيه موضوع انتقال الوهن والجبر من البنية الصرفية إلى التركيب النحويّ. والفصل السابع خصّصه لموضوع قضايا المصطلح الحاجة إلى التدقيق، ودرس فيه مصطلح الأداة في العربيّة: النشأة والتطوّرحتى نهاية القرن الرابع الهجريّ.